استضاف قسم اللغة العربية ضمن سلسلة نشاطاته الثقافية الفنانة التشكيلية نُسيمة اسماعيل الخالصي , في يوم الاربعاء وعلى قاعة الزيدي التابعة للقسم . حضرها عدد من الاكاديمين ومجموع من الطالبات .
   قدمت الخالصي محاضرة بعنوان ((الصورة الفنية بين المنظور والمنظوم )) ’ وضحت في مقدمتها معنى كلمة المنظور الذي هو في الفن التشكيلي علم قائم بنفسه وهو العلم الذي يعطي صورة واضحة وفق الابعاد الثلاثية . او انه كل ما يؤخذ من الواقع الطبيعي ويتم صياغته بطريقة جديدة وفق نظرت الفنان. وقالت هذا مانشاهده واضحاً في ارثنا الحضاري والذي يتمثل بالثور المجنح هو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42 م ويزن أكثر من 30 طناً, وهو فرداً من زوج يحرس باباً من أبواب سور التي شيدها الملك الاشوري سرجون الثاني (721- 705 ق.م) كان يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو.
   كما ذكرت الخالصي ان الفن التشكيلي الذي يحوي فكرة ودلالات لإظهار ما ينوي الفنان من ايصاله الى المتلقي.ولا بد من ان تتوفر عدة عناصر اساسية للفن التشكيلي يبنى على اساسها العمل الفني والتي تمثلت بــ ( الخط , المساحة ,ملمس السطح , العلاقات اللونية).
   وقالت ان الشعر والتشكيل عالمان متقاربان، وطالما قيل إن القصيدة لوحة متعددة التكوينات والألوان، وأن اللوحة قصيدة تحلق في شاعريتها، وقد يكون من الصعب بمكان الفصل بين العوالم الإبداعية رغم خصوصية كل فن من الفنون، خاصة وأن الكثير من المبدعين لم يتوقفوا عند حدود فن معين، وإنما أعطوا في غير فن، ومن المعروف أن بعض الشعراء أقدموا على فن الرسم وأقاموا أحياناً معارض خاصة بأعمالهم، وهو الأمر الذي ينطبق على بعض التشكيليين الذين كتبوا الشعر، وأصدروا مجموعاتهم الخاصة, الأمر الذي يدلل على وجود رابطة قوية بين الشعر والتشكيل . وبينت ان هناك عوامل متشابهه تؤثر على اللوحة الفنية والقصيدة الشعرية كشخص الفنان والشاعر وما مر به من مراحل في بناء شخصيته وثقافته فضلا عن الموهبة التي هي اساس وجود المبدع. وبيئة الفنان والشاعر والمحيط الذي يعيش فيه والمجتمع الذي ينتمي اليه , فالفنان التشكيلي في شمال العراق يرسم بالألوان الزاهية التي تعكس جمال الطبيعة اما الفنان جنوب العراق فيرسم بالألوان القاتمة التي تعكس قسوة الحياة لديه والبيئة من حوله .

Comments are disabled.